الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.[سورة الفاتحة: آية 3]: .الإعراب: .[سورة الفاتحة: آية 4]: .الإعراب: {الدين} مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. .الصرف: {يوم} اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو غير المحدد. وهنا جاء بمعنى يوم القيامة. وجمعه أيّام، وجمع الجمع أياويم. {الدين} مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى وأطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. والدين معناه الجزاء أو الطاعة، وقد يكون بمعنى الملّة أو العادة. .[سورة الفاتحة: آية 5]: .الإعراب: وجملة: {إياك نعبد} لا محل لها استئنافية. وجملة: {إياك نستعين} لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد. .الصرف: .البلاغة: وقدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين اللّه على العبادة ليعينه عليها، وذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، والاستعانة هي ثمرة العبادة، ولأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها. 2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة إلى الخطاب وتلوين للنظم من باب إلى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب إلى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة إلى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا}. 3- وإيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه وعدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا وعرض العبادة واستدعاء المعونة والهداية مستقلا وأن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم وجماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة إلى ذلك. .[سورة الفاتحة: آية 6]: .الإعراب: {المستقيم} نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة. والجملة: لا محل لها استئنافية. .الصرف: {المستقيم} اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين. .البلاغة: 2- لقد كرّر سبحانه وتعالى ذكر: {الصراط} لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله: {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} المصرح فيه ما يخرج اليهود وهم المغضوب عليهم والنصارى وهم الضالون. .[سورة الفاتحة: آية 7]: .الإعراب: وجملة: {أنعمت عليهم} لا محل لها صلة الموصول. .الصرف: {الضالّين} جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته. {غير} اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء.. فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند وتعني بذلك امرأة. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ. .البلاغة: هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل. 2- التسجيع: في الرحيم والمستقيم، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي. 3- ولو نلاحظ ما فائدة دخول لا في قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ} مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، وذلك لتأكيد النفي المفاد من غير. 4- الاستهلال: لقد استهل اللّه سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها، وحدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير إلى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفة. 5- العدول عن إسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيلية في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. اهـ. .قال محيي الدين الدرويش: مقدمة: أما بعد حمد اللّه على آلائه، والصلاة والسلام على خاتمة رسله وأنبيائه، فهذا كتاب إعراب القرآن وبيانه، أتيح له أن يظهر بعد أن طال احتجابه، وكثر طلابه، ولعله أول كتاب جمع البيان فأوعى، ورسم لشداة الآداب السبيل الأقوم والأسنى، ولست أدل به لأنه عن أئمة البيان مقتبس، وفيه لمن رام البيان نعم الملتمس، ولن أتحدث عنه فهو أولى بالحديث عن نفسه، والمسك ما قد شف عنه ذاته لا ما غدا ينعته بائعه وقد جعلته بعدد أجزاء القرآن الكريم، ليسهل تناوله فلا يحتاج مقتنيه إلى كتاب في الإعراب والبيان، وقد قطعت جهيزة قول كلّ خطيب بعد الآن. محيي الدين الدرويش جمادى الاولى 1400 حمص نيسان 1980 .أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم: .اللغة: .الإعراب: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}. (1) سورة الفاتحة: مكّيّة وهي سبع آيات.
|